أحلام
تفيض شجونا..وتكتب بنعومة الورد مأساة النساء..
تعتصر الالم حد اشتعالاته اللاهبه.. وترتشف الحرف برفه كبير..
تجيد قراءة الأنثى..وتفترض في الرجل مايتصنع ولايريد..فتكشف تصنعه بجملة عابرة ..
تتدفق اوجاع النساء اللواتي يختبئن وراء انتظار يطول ولا يملكن غير الرهان على مايستحق الانتظار..
من حروفها ينبت العشق مشاتل من دفء وروعة ومن دلالات حرفها تنهمر المأساة
تدير معركة بين الذات والذات الآخر والآخر الذات والآخر في جملة واحدة..
تشرِّح أكثر القضايا حساسية..وتغدقها لغة عاشقة
أحلام ..أيتها المتاهة..سلام عليك..وحرام عليك..
عبور في أجواء أحلام الكثيري
يدركن ويكابرن..ويراهنّ على الحصان الخطأ
أحلام ..هكذا تضمحل القلوب النبيلة
أقسى مافيها أنها سماوات عشق..وان العشاق على الأرض ينظرون..
في حياتنا ثمة قيود نعلم إنها محض قيود لكننا لانستطيع الخلاص منها لا لشيئ إلا لأننا في البدء اعتبرناها شيئا نبيلا ثم لم نتمكن سوى من الاحتباس داخل فقاعة النبل تلك لنظيف في كل مرة حجاب..
مشكلة اولئك اللائي يدركن جيدا أي عشق يردن انهن الاكثر ترددا في ايضاحه فهن يستخدمن الكثير من التعفف لجلب عشق مجنون فيجدن العكس..
لماساة هؤلاء نذرت شاعرة هنا حرفها..فمن أي زاوية تضيئ احلام الكثيري مشكلة المرأة في المجتمع المحافظ..لنرى..
المبالغة في الكبرياء حينا والمكابرة أحيانا أخرى لدرجة نتجاوز فيها دون شعور ذلك الفاصل البسيط بين الكبرياء والصد واحدة من المشكلات المعقدة لدى الفتاة العربية تحديداً..فهي تتعامل معها على أساس أنها ميزة..وعلى طريقة ..تعال الي انت ..تتنامى الحكاية ..وحين يجيئ تعود الدورة مرة اخرى .. لانها لم تعد هناك بل ذهبت ابعد وكررت ذات النداء..تعال الي..
انتظرك على حافة الشوق ..
وأنت هناك على حافة فوهة بركان خامد ..
فمتى .. تثور كالبركان ..؟؟
وتحمل الغيوم ندى قلبك ..
وتحلق الطيور حاملة رسائلك ..
وتهتز الأرض فرحا بقدومك ..
خذ أي زورق .. بل أي طوق نجاة لتصل إلى الشاطئ ..
حيث انتظرك ..!!
الثانية..التعويل على منقذ يستطيع قراءة ماذهبت إليه مكابرة تلك الأنثى واقتحام تلك الأسوار وفتح نافذة للخروج..وهو أمر فيه مشكلتين ..مشكلة أن السجينة في كبرياء القيم تعول على فارس لاتدري انه كلما اقترب واجه تحصينات الصد منها ..وكلما ابتعد غاصت هي وراء الحجب أكثر..
فمتى .. تثور كالبركان ..؟؟
وتحمل الغيوم ندى قلبك ..
وتحلق الطيور حاملة رسائلك ..
وتهتز الأرض فرحا بقدومك ..
هنا ..!!
لن أمل الانتظار ..
هي لن تمل الانتظار لان ليس لها من خيار سواه..هو يود منها خطوة ليضيف خطوة..في الامر ايضاً مشكلة حين يكون الشرقي مايزال يجهل مرحلة الانصهار العاشق في من يحب فهو مايزال يفكر بعقلية القبيلة والثار فهي اما ان تلتقيه في منتصف الطريق واما أن يفهم من كبريائها انه أيضا "عبده كرامة "..فيرحل او ياتي لغرض إذلالها ظنا منه ان العملية تتعلق بما تعرض له من إذلال خلال المطاردة والصد ما تترجمه هي بان التسليم يعني تسليم الذات لوحش وليس لشريك مفترض..
هي اذا تصل مع الايام الى قناعة بأن العاشق المتفهم المفترض يفقد الامل فيه بشكل اكبر كل يوم..فتنتقل من امل الحبيب الى امل الشريك الجسدي ..
ضمته بين مقلتيها ..
احتضنها بجفنيه ..
همست له ..!!
ها هي أهدابي ظلال تكتسيك ..
ودموعي مطرٌ يرتوي بك ..
لست أنا من عشقتك ......!!
لكن جسدي الذي تعرى أمام رغبة ....!!
وهنا تظهر مشكلة اخرى فما كان صعبا في باب الحب فإن صعوبته تتضاعف في اختيار الشريك في صفقة تقاسم الرغبة فالحديث ان كان مكروها في الاولى فهو في الثانية محرم..
لتكون النتيجة ان المرأة هنا تضيع زمن الحب مرة لتعيش اسيرة رغبة لاترى في المحيط من يستحقها اذ أن ما يحفض للحبيب لقاء اشعال القلب لايمنح لمن يعشق بمعدته..
هنا تتحول الاحلام الموزعة في كل اتجاه الى متاهة داخل الفقاعة فيصبح الخروج ضربا من الجنون والبقاء ضربا من المستحيل ليظهر صراع من نوع اخر ينتهي يصياغة حبيب من اطياف الخيال والبقاء في أهبة الانتظار الطويل حد النرجسية..
أنا بالقرب من قلبك الخافت ..
اسمع دقات حنينك إلي ..
امني نفسي قائلة لها : أنك غدًا ستعود ..
غدًا ستعود ..!!
هذه القضايا ليست من محض الخيال بل هي موجودة وبوفرة في الجوار المحيط بنا ومنها تستلهم الشاعرة على مايبدو إيحاءات أعمالها..
تطرح أحلام قضايا ذلك الذي يفترض ان يقرأه الطرف المعني دون ان يقال .. ويقرأ القارئ أن الشاعرة جريئة في الطرح فيما هي تطرح اعتمالات جريئة في ذهن عاطفة حبيسة..لتكشف عن كم انفعالات حبيسة في الأساس لكنها منطلقة في بال تلك المرأة المغلفة بالف حجاب وحجاب..تقول..
فـُكَ قَيْدِي......!!
قَيَدَنِي حُبِي لكْ ..
قَيَدَنِي شَوْقِيَ إليك~..
قَيَدَنِي سِحْرُ حَدِيثِكْ ..
فَأنَا هُنا أسيرةً بينَ حَنَايَا قَـَلـْبِكْ ..
فُكَ قَــَيْدِي..
و ضَمِدْ جِرَاحِي ِبيَدَيِكْ..
وفي نص اخر نجد..
هنا ارقد ..!!
بين فوهة بركان خامد..
ينتظر هزة ارض تبعث فيه الحياة من جديد
حيث الدخان تغطيه غيوم كثيفة ..
اندمجا دون أن يدرك كل منها لما .. ولماذا.. وكيف ..؟؟
السماء ملبدة بالغيوم ..!!
غادرتها الطيور فأضحت بلا حياة ..
الأرض صامتة ..
النهر والبحر هادئان كسكون الليل ..
الشاطئ يفتقد لهو الأطفال وعبثهم برماله ...
القلعة الرملية كما هي ..
هي تود إيصال رسالة بأن الكبرياء المتصاعد عنوان امرأة تغرق ..فيما الطرف الثاني يفهم أنها تتعالى ..هي تود ايضاح ان تلك التي تراها تتعالى فوق منطق المعقول إنما اختارت ان تغرق في السحاب لا في النهر وكل الغياب عن مشهد الحياة المفترضة غرق..هو يفهم ان عليها ان تنظر للأسفل وتهبط إليه لان أشياء موروثة أيضا تمنعه التطلع لأعلى فيما هي لا تستطيع الهبوط لذات المفاهيم الموروثة ايضاً..
أُصْرُخْ بأعْلـَى صَوْتِكَ و أَ خْـبـِـرْنِي ..
هَلْ حَقًا أَنَك َ تَعْشَقُـنِي ؟؟
أَتَرَى السَّوَادَ مِنْ خَلْفِ شُرْفَتِي..
إِنَهَا تَــنْهِيدَاتٌ مَلأَتْ غُرْفَتِي ..
الْتَحِف ُ بِهَا عِنْدَ نَوْمِي ..
فَهَلا حَطَمْتَ أَسْوَارَ الظَّلامِ مِنْ حَوْلِي ..
حَبـِيبي..!!
سَأَضَلُ أَنْتَظِرُكَ حَتَى آخِـرَ أَنْفَــــــــــــــــاسِي..
الموروث واحد لكن زوايا الرؤى مختلفة والنتيجة ضحيتين..
تختار احلام القضايا او تختارها القضايا الاكثر تعقيدا ومن نقاط حرجة.. هي تلك التي تفصل بين الحب والعشق..الحب والاشتهاء..المكابرة والكبر..المبالغة في الدلال والصد...وووو..
في حين ان واجهة الحال المتاح تفسرها مقولة "كله عند العرب صابون"
تحاول الشاعرة إيصال رسالة أن لكل انفعال مستوى ومعنى فتصتدم رسالتها بمحيط يسأله الطبيب ان كان يرى لوحة على الجدار فيسال هو بدوره ان كان ثمة جدار هناك..
تلامس أحلام اذا قضية بحجم فضيحة هي تلك القضية التي يظهر فيها الشرقي حريصا على القيم ومتغني بها في حين انه لا يعنيها ..لايفهمها..لايجيد التعامل مع امراة تحترمها لتنال المكانة التي توقعت نيلها حين ظنته صادق التغني واستبعدت ان يكون مصابا بالفصام..
تبعثرت ..
بين خطا أرصفة الضياع ..
تكسرت المرايا ..
في عيني ..
فلا أرى سوى هذا الشحوب ..!!
تكشف أحلام اذا عنصر التصنع والكذب لدى الشرقي..وعنصر تلك الدائرة الضيقة من تصديق المرأة للكذبة والبقاء فيها في انتظار من في أعماقه أوسع مساحة من نسيان الكذبة السابقة وتناسي السؤال الذي كان ينبغي طرحه على الذات..منعا للإزعاج..
كم اغتالني مساءك الواهم ..
بين أزقة عارية ..
المح ظلك الموشم على جدران متهالكة ..
انهكتني خطاي ..
ولا أجد متكأً لأمارس طقوس الفقد ..
هو اذا يكذب عليها بأنه يريد امرأة من مصهور قيمه الموروثة وهي أيضا تكذب على نفسها حين تقنعها ان عليها الخروج من الحياة كي تجذب عاشقا دفعت بها كذبته إلى خارج مجال الرؤيا فكيف يراها..
احن لقهوة أمي ..
هي ..
رائحة أنفاسك الغارقة في مضجعي ..
تسألني عنك كل صباح ..
فأين أنت ..
تتحدث الشاعرة في كثير من أعمالها عن قضية عصيبة هي قضية الاغتراب .. قضية أن لاتجد في الكثيرين حولك من يفهم أوجاعك..اوبتعبير كولن والسون حالة اللا منتمي..وان غلفتها بالحديث عن الغربة في المكان..فإنما هي تستخدم الاشارة الاقرب الى حالة الاغتراب..
سألتني دموعي عنك ذات يوم ..
فأجبتها : هو مثلك قريبٌ بعيدٌ عني
حينها... أدركت أن وجعي بمثل وجعها وهي تذرف ...
لحظات الألم ساكنة في أعماقي ... فكيف هو في غربته ...؟
هل يذكرني أم أن الليل القارص قد جمد مشاعره...؟؟
تبًا لهذه الغربة ...!!
لأنها أبعدتني عنك يا حبيبي ...
هي فعلا متاهة دوختني فيها هذه التي اختارت التحدث بلسان حال تلكم النساء اللواتي يخترن أكل أعمارهن واحلامهن بملعقة من ذهب..